العلاج عبر ركوب الخيل متعة للأطفال !
العلاج عن طريق ركوب الخيل هو واحدة من الوسائل العلاجية الحديثة نسبياً والذي بدأ ينتشر مؤخراً في علاج الكثير من حالات الإعاقة وأهمها حالات الشلل الدماغ والصلب المفتوح والعديد من الاضطرابات الحركية والحسية سواء كانت للأطفال والبالغين .
تعتمد هذه الوسيلة العلاجية في المقام الأول على التوافق الحركي بين حركه الحصان وراكبه حيث تنتقل تموجات الخيل الناتجة من تحركه للأمام والخلف أثناء سيره مباشرة إلى فهم الطفل، فتساعده على فهم كيفية حركة الإنسان السليم، من خلال إدراك المعاق لها رغم افتقاد الشعور بها. اذا فهي وسليه شبيه بالسوائل التي نستخدمها حالها في التحفيز الحسي الحركي وتحفيز الاتزان.
يعد ركوب الخيل من الرياضات التي تشجع عليها الإسلام، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، وأيضا يعتبر من الرياضات التي تعود الشخص على القوة والشجاعة والثقة بالنفس، ومن الرياضات الممتعة، كما وينصح بممارسة هذه الرياضة إذ أنها تعالج بعض الأمراض الجسدية والعقلية في آن واحد والعديد من الأمراض.
يساعد ركوب الخيل على الانتباه والتركيز لدى الابناء ، وينشط الدورة الدموية ، ويعلم الإنسان كيفية التحكم بجسمه من خلال تثبيت تَوازنه أثناء ركوب الخيل، كما له مساهمة في تقوِّية العضلات ويمنع تقلصاتها ، ويُقوي القلب ويحسّن أداء الأوعية الدموية والشرايين في الجسم .
بالسنوات الأخيرة تم تشخيص الكثير من الأطفال الذين يعانون من الضعف في التركيز والحركة الزائدة، كما أنها تؤثر بشكل سلبي على الأطفال من ناحية التعليم، الثقة بالنفس، وعلاقاتهم مع المجتمع الخارجي.
حسب ما جاء بأقوال ماجد حاج يحيى مدرب للخيول :ان الخيول هي مصدر أداة ووسيلة يتم استعمالها للركوب العلاجي الذي هو من شأنه ان يترك لمسائل كثيرة ايجابية، في عدة مجالات وعدة شرائح، فإذ تكلمنا عن الشرائح فإن الشرائح مثل الأطفال الصغار او الأولاد او البالغين والمجالات التي ممكن للخيول ان تؤثر عليها بشكل ايجابي هي المجالات: المجالات الدراسية، الحس العاطفي، المجال الحركي، المجال الاجتماعي، المجال التفكيرية. وأضاف بان التشخيصات الاولى والتي هي التشخيصات العاطفية الحسية الذي يمكننا اليوم نعالج الطفل من ناحية مشاكل قدرات اجتماعية والتي تكون ثقته بنفسه متدنية اننا نعمل على تقوية الاصرار عند الطفل والتي يمكن ان تكون عنده قدرات عالية من ناحية قدرات اجتماعية عن طريق دمجه في فعاليات وفي دروس ركوب جماعية.
وأضافت الوالدة امال مصاروة البرنامج العلاجي بركوب الخيل يصممه في العادة فريق عمل مكون من الطبيب والمختص بالعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وتخصصات أخرى. وقبل البدء بإعداد البرنامج العلاجي يتم إجراء تقييم طبي ونفسي وحركي شامل للشخص المعاق من أجل ملاحظة مدى ملاءمته لهذا النوع من البرامج العلاجية وبشكل خاص من أجل ملاحظة وجود أمور معينة تشكل خطراً على الشخص المعاق عند ركوبه الخيل مثل تشوهات معينة في العمود الفقري أو عضلات الرقبة أو اضطرابات عصبية خاصة وغير ذلك من الأمور الطبية.
والذي يقوم بتدريب الطفل على ركوب الخيل هو شخص مؤهل تلقى تدريباً خاصاً بذلك وغالبا ما يكون من المختصين بالعلاج الطبيعي أو الوظيفي مع تدريب إضافي على برامج العلاج بركوب الخيل. والمدرب هنا يستخدم الخيل وحركته كوسيلة علاج من خلال تدريب الشخص المعاق على الجلوس بوضعية معينة أو القيام بحركات خاصة. ويكون في العادة كذلك هناك متابعة طبية للشخص المعاق لملاحظة أي تغيرات عصبية أو عضلية في الجسم. ومن الحالات التي لا يمكنا استخدام العلاج بركوب الخيل الأطفال الذين لا يستطيعون الاتزان في الجلوس وليس لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائياً والحالات التي تعاني من تشنجات أو خلع في مفصل الورك.تعد هذه الوسيلة العلاجية نقطة مضيئة في عالم التأهيل حيث أثبتت وسوف تثبت المزيد من من فعاليتها في علاج اطفالنا