اضطراب التوحد لدى الأطفال
تبدأ أعراض التوحد بالظهور في أول سنتين من الحياة، ولكن الأشكال البسيطة من المرض قد لا يمكن تمييزها حتى وصول الطفل إلى عمر المدرسة. تشير آخر الإحصائيات إلى أن اضطرابات طيف التوحد تحدث بمعدل حالة لكل 68 شخصًا، ويكون أكثر شيوعًا عند الذكور بنسبة 4 أضعاف بالمقارنة مع الإناث.
نسبة المصابين في المجتمع العربي تزداد بالرغم من عدم وجود علاج ثابت ومؤكد لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
كثيراً ما يميل الأطفال الرضع المُصابين بالتوحد إلى المعانقة، والتواصل البصري بشكل غير مألوف. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال الرضع المُصابين ينزعجون عند فصلهم عن ذويهم، إلا أنهم لا يلجؤون إلى آبائهم طلبًا للحماية كما يفعل بقية الأطفال. وكثيرا ما يفضل الأطفال الأكبر سنًا اللعب بمفردهم، ولا يقيمون علاقات وثيقة، ولا سيما خارج الأسرة. وعند التفاعل مع الأطفال الآخرين، فقد يتجنب الطفل التواصل البصري ولا يستخدم التعبيرات الوجهية لتأسيس تفاعل اجتماعي، وقد يواجه صعوبة في تفسير تعبيرات وأمزجة الآخرين. قد يواجه الطفل صعوبة في معرفة كيفية المشاركة في الأحاديث، وتمييز الكلمات الودودة من الكلمات الجارحة. تؤدي هذه العوامل إلى جعل الطفل يبدو غريب الأطوار بنظر الآخرين، مما يؤدي إلى عزلته اجتماعيًا.
جال مايري ( طبيب متخصص بطيف التوحد): ذكر ان سبب انتشار اضطراب التوحد او السبب الرئيسي بعيدا عن الأسباب الطبية والبيولوجية, انجاب الأطفال بسن كبير تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالتوحد ومشاكل أخرى فالنمو وان الاعراض لدى الأطفال المصابين بالتوحد تظهر منذ سن مبكر جدا وتكون الاعراض واضحة مثل عدم الكلام, او لديهم سلوكيات غير عادية, وضعف الأداء والعديد من الأسباب.
كما وجدت دراسات عن ان العلماء يقولون إن السبب في هذه الفجوة ليس نسبة التبليغ المنخفضة عن الحالات أو عدم تشخيصها إنما قد تكون نسبة لسن الوالدين المنخفض لدى الإنجاب وأيضا من الممكن ان تصاب المرأة الحامل اثناء الولادة بتوتر واكتئاب يؤثر على الجينات لدى الجنين والعديد من الأسباب.
انتصار أبو فياض (ربة منزل وام لطفل متوحد): ليس من السهل تربية طفل متوحد ولكن بعد رؤية ان طفلي كان في حالة خاصة ولديه متلازمة الذكاء, لم يكن يتحدث كباقي الأطفال كان يتكلم بالإشارة وكان منعزل في عالمه الخاص, ووصوله الى العالم الخارجي صعب وكنت اتعرض للأحراج اثناء الخروج معه لعدم تقبل الأطفال له ولكن بعد ان تم علاجه بعدة جلسات تم الشفاء ولكن لا أنكر ان طيف التوحد ترك اثرا إيجابي في ابني.
أحد الاعراض التي تكون ظاهره على الطفل المتوحد هي عدم التواصل مع العالم الخارجي وليس أي أحد يتقبل الطفل المتوحد لذلك قمنا بالتعرف على مدرسة خاصة لتربية الأطفال مروا بوجود حالة توحد في المدرسة للتحدث عن تعاملهم مع طفل مصاب باضطراب التوحد.
كشفت إحصائيات صادرة عن وزارة العمل والرفاه الاجتماعي الإسرائيلية، النقاب عن ارتفاع حاد بحالات الإصابة بالتوحد في البلاد بنسبة 11% بالعام 2020، علما أنه خلال الأربع سنوات الماضية بلغت نسبة الارتفاع حوالي 50% وتختلف الحالات المرضية للمصابين بالتوحد من حالة إلى أخرى، غير أنه ليس هناك الى الآن علاج واضح لهذا المرض سوى الخضوع إلى العلاج النفسي أو جلسات إعادة التأهيل الصحي ولم يتم حتى الآن تحديد الأسباب الدقيقة للإصابة بمرض التوحد، إلا أن المرض له أسس وراثي.
זיוה (مديرة بيت الطفل في بلدة كسيفة): ذكرت انها واجهت صعوبة بالتعامل مع الطفل المتوحد كان من الصعب جدا ان يعبر عن نفسه ودائما محبط, ولديه الكثير من السلوكيات المتكررة مثل ضرب راسه بالحائط باستمرار او الاستدارة حول نفسه, رغم معرفتها القليلة بشان طيف التوحد وبالسلوكيات الغير مألوفة لها الا انها واجهت هذا الطفل بكل محبه واهتمام.
مرض التوحد هو واحد من العوائق التي تقف امام الطفل ليعيش حياته بشكل طبيعي، ولا تمكنهم ولو بنسبة بسيطة من التأقلم، ويصعب عليهم اقامة علاقات اجتماعية. لذلك علينا تقديم طرق مختلفة للتعامل مع صاحب ذلك المرض لتقربه وتقبله للعالم الخارجي.
يواجه العديد من الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في رؤية الأشياء وفهمها من منظور الآخرين. يفهم معظم الأطفال في سن الخامسة أن المشاعر والأهداف والأفكار تختلف لدى الناس. ولكن، الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد قد يواجهون صعوبة في فهم هذا الشيء. وهذا بدوره قد يؤثر على قدرة الأطفال على فهم أفعال الآخرين أو التنبؤ بها.